فطـــــام Weaning
الفطام.. يُقال عن إنتقال الطفل إلي مرحلة جديدة من طفولته... لا يحتاج فيها إلي لبن أمه... بل ينطلق ليأكل كما يأكل الكبار.
والفطام... حرية... ولكنها تؤلم بعض الشيء في بدايتها... وحين يدخل الطفل حضانة لأول مرّة قد يبكي لأنه لا يريد أن يبتعد عن بيته... ثم يحب الحضانة... ويُفطم مرّة أخري.
وحين يدخل المدرسة أو الكلية أو العمل... تتحرك نفس آلام الفطام لكنها دعوة إلي النضج والنمو ومرحلة أفضل من ذي قبل.
+ هكذا الزواج المسيحي... هو فطام من نوع جديد... قد يؤلم قليلاً ولكنه يدفع الزوجين إلي مزيد من الإحساس بالمسئولية والإستقلالية والعطاء.
في مجتمعنا الشرقي... قد يتأخر فِطام الأطفال لأن الأمهات قد يستمروا في الرضاعة أكثر من سنتين.. وهذا قد يؤثر علي نفسية الطفل فينمو نمواً بطيئاً ويظل دائماً شخصية إعتمادية.. غير مسئولة وغير منضبطة.
والأخطر... إن تأخر فِطام العروسين عن أهليهما.. لأن هذا يؤثر سلباً علي الطرفين.. وقد يحطم إنتمائهما لبعض وكيانهما الجديد المستقل.
+ قد تبكي الأم وهي تودع ابنتها إلي بيتها الجديد ولكنها لابد أن تفهم إنها صارت... أولاً زوجة فلان... ثم ثانياً إبنتها.. والكتاب المقدس والعُرف البشري ينسب الشابة لأبيها ومتي تزوجت ينسبها لزوجها... لتكون الأولوية واضحة.
+ وقد يحاول الوالدان بدافع القلق والإطمئنان أن يسألا كثيراً عما يحدث في حياة أولادهما حديثي الزواج... ولا يخلو هذا من تدخل أحياناً وضغط نفسي...
وإذا حاول الشباب -الزوج أو الزوجة- الإعتراض... للأسف سرعان ما يسمع كلمات لاذعة مثل "خلاص نسيتوا أهلكم"... أو "فين إكرام الوالدين"... أو "أنتم لسه صغيرين ومحتاجين توجيه مستمر"!!!!!.
+ ما أصعب علي الزوجة.. أن تجد زوجها يعتمد في الصرف المادي علي دخل والده وعمله.
+ وما أقسي عليها أن تكتشف أن رأي والدته أهم من رأيها... وإذا أرادت اقناعه بشيء فالأفضل أن تلجأ إلي أمه.
+ ما أصعب علي الزوج أن يكتشف أن ليس كلمة يقولها أو قرار يأخذه... إلا وتعرفه وتراجعه حماته. أو حتي فكره في عقله إلا وتُناقش في بيت حماه... قد يلجأ هذا الزوج إلي الإبتعاد النفسي والإختفاء أحياناً عن زوجته... تجنباً لهذا الإحساس المُرّ بالتدخل وعدم الإستقلالية.
+ الفطام... ضرورة لإستقرار البيت الجديد.. والكتاب واضح.. قال للزوج.. "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته" (مر 7:10). وقال للزوجة.. "أنسي شعبك وبيت أبيكِ" (مز 10:45)
+ إذا حاول أحد الكبار التدخل بسلامة نيّة.. الأفضل إن الطرف الأقرب (ابنه أو أبنته) هو الذي يصده بأدب... ليضع أساساً للإستقلالية ولكي لا يكون هناك إحراج للطرف الآخر.
+ أيها الكبار... أرجوكم أتركوا فرصة للأزواج يتمتعوا بحياتهما الجديدة.. ويقررا سوياً ما يناسبهما ويحددا سوياً الحدود لكل شيء.
الأجدي والأفضل أن يأتيا هما طالبين المشورة.. من أن نتبرع نحن بالنصح والإرشاد ونُصاب وقتها بإحباط شديد حين يتجاهلا النصيحة ولا يأخذان بها.
+ فلنتذكر جميعاً أن الفطام مؤلم قليلاً ولكنه ضروري للنضج والنمو والإستقرار.
0 التعليقات :
إرسال تعليق